المتكافئة في اللفظ وبه يُعْرف الخبر الذي هو أصل الكلام ولولاه ما مُيّزَ فاعلٌ من مفعول ولا مضافٌ من منعوت ولا تعجّب من استفهام ولا صَدْر من مصدر ولا نعتٌ من تأْكيد .
وزعم ناسٌ يُتَوَقَّفُ عن قبول أخبارهم أن الفلاسفة قد كان لهم إعرابٌ ومؤلفاتُ نحو وهو كلامٌ لا يُعَرَّج على مثله وإنما تشبَّه القوم آنفاً بأهل الإسلام فأخذوا من كتب علمائنا وغيَّروا بعضَ ألفاظها ونسبُوا ذلك إلى قومٍ ذوي أسماء مُنكرة بتراجم بَشعة لا يكاد لسانُ ذي دينٍ ينطق بها وادَّعَوا مع ذلك أن للقوم شعراًوقد قرأناه فوجدناه قليل المآثر والحلاوة غير مستقيم الوَزْن .
بلى الشعرُ شعرُ العرب وديوانُهم وحافظُ مآثرهم ومقيّد حسابهم .
ثم للعرب العَرُوض التي هي ميزان الشّعْر وبها يُعْرَف صحيحُه من سقيمه ومَن عَرف دقائقه وأسرارَه وخفاياه علم أنه يُرْبي على جميع ما يحتجُّ به هؤلاء الذين ينتحلون معرفة حقائق الأشياء من الأعداد والخُطوط والنُّقَط التي لا أعرف لها فائدة غير أنها مع قلَّة فائدتها تُرقّ الدين وتنتجُ كلَّ ما نعوذُ باللّه منه .
هذا كلام ابن فارس .
ثم قال : وللعرب حفظُ الأنساب وما يُعْلمُ أحدٌ من الأمم عُنيَ بحفظ النسب عناية العرب .
قال اللّه تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) .
فهي آيةٌ ما عمل بمضمونها غيرُهم .
فصل - قال ابنُ فارس : انفردت العرب بالهَمْز في عَرض الكلام مثل قرأَولا يكون في شيء من اللغات إلا ابتداء .
قال : ومما اختصت به لغة العرب الحاءُ والطاءوزعم قومٌ أن الضادَ مقصورةٌ على العرب دونَ سائر الأمم .
وقال أبو عبيد : قد انفردت العربُ بالألف واللام التي للتَّعريف كقولنا : الرجل والفرسفليستا في شيء من لغات الأمم غير العرب .
انتهى .
فصل - وقال ابن فارس في فقه اللغة في موضع آخر : باب الخطاب الذي يقعُ به الإفهامُ من القائل والفهمُ من السامع :