يقع ذلك من المُتَخاطبين من وجهين : أحدهما الإعرابُ والأخر التَّصْريف .
فأما الإعراب فَبه تميَّزُ المعاني ويُوقَف على أغراض المتكلمين وذلك أنَّ قائلاً لو قال : ما أَحْسن زيد غير مُعْربلم يُوقف على مراده فإذا قال : ما أحسَنَ زيداًأو ما أحسنُ زيدٍ أو ما أحْسَنَ زَيْدٌأبانَ بالإعراب عن المعنى الذي أرادَه .
وللعرب في ذلك ما ليس لغيرهمفهم يَفرقُون بالحركات وغيرها بين المعانييقولون : مفْتَح للآلة التي يُفْتح بها ومَفْتح لموضع الفتح ومقَص لآلة القص ومَقصّ للموضع الذي يكون فيه القص ومحْلب للقدَح يُحْلَب فيه ومَحْلَب للمكان يُحْتُلب فيه ذَواتُ اللبن .
ويقولون : امرأةٌ طاهرٌ من الحيضلأن الرجل لا يَشْرَكها في الحيض وطاهرةٌ من العيوبلأن الرجلَ يشْرَكُها في هذه الطهارة .
وكذلك قاعدٌ من الحَبَل وقاعدةٌ من القعود .
ويقولون : هذا غلامٌا أحسنُ منه رجلٌ يريدون الحالَ في شخص واحد .
ويقولون : هذا غلامٌ أحسنُ منه رجلٌ فهما إذن شخصان .
ويقولون : كم رجلاً رأيتفي الاسْتخبار .
وكم رجلٍ رأيت في الخبر يراد به التكثير .
وهُنَّ حَوَاجُّ بيت اللّه إذا كنَّ قد حَجَجْنَ .
وحَوَاجّ بيت اللّه إذا أردنَ الحجّ .
ويقولون : جاء الشتاء والحطبَ إذا لم يرد أنَّ الحطَب جاء إنما أريدَ الحاجةُ إليه .
فإن أريد مجيئُهما قال : والحطبُ .
وأما التصريف فإن مَنْ فاته علْمُه فاته المُعْظَملأنا نقول : وَجَد وهي كلمة مُبهمة فإذا صرفت أَفْصَحْتفقلت في المال : وَجْداًوفي الضَّالة : وجْداناًوفي الغضب : مَوْجدَةًوفي الحُزْن : وَجْداً .
ويقال : القاسط للجائر والمُقْسطُ للعادلفتحوَّلَ المعنى بالتصريف من الجَوْر إلى العَدْل .
ويقولون للطريقة في الرَّمْل : خبَّة .
وللأرض ( بين المخْصبَة والمجْدبة ) خُبَّة .
( ونقول في الأرض السهلة الخوّارة : خارت تخور خَوراً وخُؤوراًوفي الإنسان إذا ضعُف : خَار خَوَراًوفي الثور : خارَ خُوَاراً ) .
وللمرأة الضخمة : ضنَاك وللزُّكْمَة : ضُنَاك ويقولون للإبل التي ذهبتْ ألبانها : شَوْل وهي جمع شائلة وللتي شالَتْ أَذْنَابُها للَّقْح : شُوَّلوهي جمع شائل ولبَقيَّة الماء في الحوض : شَوْل .
ويقولون للعاشق : عَميد وللبعير المتأكّل السَّنَام : عمد إلى غير ذلك من الكلام الذي لا يُحْصَى