قال أبو عمرو : أَسْجَدَ الرجل : طَأطَأ رأسَه وأنْحَنى .
وأنشد : - من الطويل - .
( فَقُلْنَ له : أَسْجدْ للَيْلَى فَأَسْجَدا ... ) .
يعني البعير إذا طأَطأَ رأسه لتَرْكَبه .
وكذلك الصيامُ أصلهُ عندهم الإمساك ثم زادت الشريعةُ النّيّة وحظَرت الأكلَ والمباشرة وغيرهما من شرائع الصوم .
وكذلك الحجّ لم يكن فيه عندهم غير القصد ثم زادت الشريعةُ ما زادَته من شرائط الحج وشعائره .
وكذلك الزكاة لم تكن العربُ تعرفُها إلا من ناحية النَّماءوزاد الشرعُ فيها مازاده .
وعلى هذا سائر أبواب الفقهفالوَجْه في هذا إذَا سُئل الإنسانُ عنه أن يقول فيه اسمان : لُغَوي وشَرْعي ويذكر ما كانت العربُ تَعرفُهُ ثم جاء الإسلام به وكذلك سائر العلوم كالنَّحْو والعروض والشعر كلُّ ذلك له اسمان : لُغوي وصناعيّ .
انتهى كلامُ ابن فارس .
وقال في باب آخر : قد كانت حدثتْ في صدر الإسلام أسماء وذلك قولهم لمن أدرك الإسلام من أهل الجاهلية مُخَضْرم .
فأخبرَنا أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم حدثنا محمد بن عباس الخُشْكي عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال : المُخَضْرَمون من الشعراء منْ قال الشّعْر في الجاهلية ثم أدرك الإسلامفمنهم حَسَّان ابن ثابت ولَبيد بنُ رَبيعة ونابغة بني جعدة وأبو زيدوعَمْرو بن شأس والزّبْرقان بن بدر وعَمْرو بن معدي كرب وكعبُ بن زهير ومَعْن بن أوس .
وتأويل المُخَضْرَم من خَضْرَمْتُ الشيء أي قطعتُهُ وخَضْرَم فلان عطيته أي قَطَعَها فسمّي هؤلاء مُخضرمين كأنهم قُطعوا عن الكفر إلى الإسلام وممكن أن يكونَ ذلك لأن رُتْبَتَهم في الشّعْر نقَصَتْلأن حالَ الشعر تطامَنت في الإسلام لما أنزلَ اللّه تعالى من الكتاب العربي العزيزوهذا عندنا هو الوَجْهلأنه لو كان من القَطْع لكان كلُّ من قُطع إلى الإسلام من الجاهلية مُخَضْرَماًوالأمر بخلاف هذا .
ومن الأسماء التي كانت فزالت بزوال معَانيها قولهم : المرْباع والنَّشيطة