وزعم الأزهري انها كانت تُحْمَل إلى بلاد العرب من هَرَاة فاشتقُّوا لها وصفاً من اسمها .
قال الثعالبي : وأحسبه اخترع هذا الاشتقاق تعصّباً لبلده هَرَاة كما زعم حمزة الأصبهانيّ أنّ السَّامَ : الفضَّة وهو معرب عن سيم وإنما تقوَّلَ هذا التعريب وأمثاله تكثيراً لسواد المعربات من لغات الفرس وتعصَّباً لهم .
( وفي كتب اللغة : أن السّامَ : عروق الذهب وفي بعضها إن السّامَة : سبيكة الذهب ) .
النوع العشرون .
معرفة الألفاظ الإسلامية .
قال ابن فارس في فقه اللغة - باب الأسباب الإسلامية : .
كانت العربُ في جاهليّتها على إرْث من إرْث آبائهم في لُغاتهم وآدابهم ونَسَائكهم وقَرَابينهم فلما جاء اللّه تعالى بالإسلام حالت أحوالٌ ونُسخَتْ ديانات وأُبْطلَت أمورٌونقلَت من اللغة ألفاظٌ من مواضعَ إلى مواضع أُخَر بزيَادات زيدَت وشراَئع شُرعت وشَرائط شُرطت فعفَّى الآخرُ الأولَ .
فكان مما جاء في الإسلام ذكرُ المؤمن والمسلم والكافر والمُنَافقو إن العربَ إنما عرفتْ المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق ثم زادتَ الشريعةُ شرائطَ وأوصافاً بها سُمّي المؤمنُ بالإطلاق مؤمناً .
وكذلك الإسلام والمُسْلم إنما عَرَفَتْ منه إسلامَ الشيءثم جاء في الشرع من أوصافه ما جاءوكذلك كانت لا تعرف من الكُفْر إلا الغطاء والسَّتْرفأما المنافقُ فاسمٌ جاء به الإسلام لقوم أبْطَنوا غيرَ ما أظهروه وكان الأصل من نافقاء اليَرْبوعولم يعرفوا في الفسْق إلا قولهم : فَسَقَت الرُّطَبَة إذا خرجت من قشْرهَا وجاء الشرع بأن الفسْق الإفحاشُ في الخروج عن طاعةَ اللّه تعالى .
ومما جاء في الشرع : الصلاة وأصلُه في لغتهم الدّعاء وقد كانوا يعرفون الرُّكوع والسجودَوإن لم يكن على هذه الهيئة