من عبد القيس وأّزْد عُمَان لأنهم كانوا بالبحرين مُخالطين للهند والفُرس ولا من أهل اليمن لمخالطتهم للهند والحبشة ولا من بني حنيفة وسكَان اليمامة ولا من ثقيف وأهل الطائف لمخالطتهم تجّار اليمن المقيمين عندهم ولا من حاضرة الحجاز لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدؤوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم وفسدت أَلسنتهم والذي نقل اللغة واللسانَ العربيَّ عن هؤلاء وأَثْبَتها في كتاب فصيَّرها علْماً وصناعة هم أهلُ البصرة والكوفة فقط من بين أمصار العرب .
انتهى .
فرع - رُتَبُ الفصيح متفاوتةٌ ففيها فصيحٌ وأفصح ونظيرُ ذلك في علوم الحديث تفاوت رُتَب الصحيح ففيها صحيحٌ وأَصَحّ .
ومن أمثلة ذلك : قال في الجمهرة : البُرُّ أفصحُ من قولهم القَمْح والحنْطة .
وأنصَبَه المرضُ أعْلى من نَصَبَه .
وغلب غَلَباً أفصح من غَلْبَاً . والمُّغوت أفصحُ من اللَّغْب .
وفي الغريب المصنّف : قّرّرت بالمكان أجود من قَررت .
وفي ديوان الأدب : الحبْر : العالم وهو بالكسر أصح لأنه يجمع على أفْعال والفَعل يجمع على فُعُول .
ويقال : هذا مَلْك يميني وهو أفصحُ من الكسر .
وفي أمالي القالي : الأَنملة والأُنملة لغتان : طرف الأصبع وأَنملة أفصح .
وفي الصحاح : ضَرْبة لازب أفصحُ من لازم وبُهت أفصحُ من بَهُتَ وبَهت .
وقال ابنُ خالويه في شرح الفصيح : قد أجمع الناس جميعاً أن اللغة إذا وَرَدت في القرآن فهي .
أفصح مما في غير القرآن لا خلافَ في ذلك .
فائدة - قال ابنُ خالويه في شرح الدريدية : فإن سأل سائل فقال : أوفى