اللّه : ( أنا أفصح العرب بَيْدَ أني من قريش وأني نشأْتُ في بني سعد بن بكر ) وكان مُسْتَرْضعاً فيهم وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء : أفصحُ العرب عُلْيا هَوازن وسُفْلَى تميم .
وعن ابن مسعود : إنه كان يُسْتَحَبُّ أن يكونَ الذين يكتبون المصاحفَ من مُضَر .
وقال عمر : لأايُمْليَنَّ في مصاحفنا إلا غلْمان قريش وثقيف .
وقال عثمان : اجعلوا المُمْلي من هُذَيل والكاتبَ من ثقيف .
قال أبو عبيدة : فهذا ما جاء في لغات مضر .
وقد جاءت لغاتٌ لأهل اليمن في القرآن معروفةٌ ويروى مرفوعاً : نزل القرآن على لغة الكَعْبَيْن كعب بن لُؤَيّ وكعب بن عمرو وهو أبو خزاعة .
وقال ثعلب في أماليه : ارتفعت قريشٌ في الفصاحة عن عَنْعَنَة تميم وتَلْتَلة بَهْرَاء وكَسْكَسَة ربيعة وكَشْكَشَة هَوَازن وتضجع قريش وعَجْرَفيَّة ضبّة وفسّرَ تَلْتَلَة بَهْرَاء بكسر أوائل الأفعال المُضّارعة .
وقال أبو نصر الفارابي في أول كتابه المسمّى ( بالألفاظ والحروف ) : كانت قريشٌ أجودَ العرب انتقاداً للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النُّطق وأحسنها مسموعاً وأبينها إبانّةً عمّا في النفس والذين عنهم نُقلت اللغة العربية وبهم اقْتُدي وعنهم أُخذَ اللسانُ العربيُّ من بين قبائل العرب همَ : قيس وتميم وأسد فإن هؤلاء هم الذَين عنهم أكثرُ ما أُخذ ومعظمه وعليهم اتُّكل في الغريب وفي الإعراب والتَّصْريف ثم هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم .
وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضَريٍّ قطّ ولا عن سكَّان البّرّاري ممن كان يسكنُ أطرافَ بلادهم المجاورة لسائر الأمم الذين حولهم فإنه لم يؤخذ لا منْ لَخْم ولا من جذَام لمُجاوَرتهم أهل مصر والقبْط ولا من قُضاعة وغَسَّان وإياد لمجاورتهم أهل الشام وأكثرهم نصارى يقرؤون بالعبرانية ولا من تغلب واليمن فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان ولا من بكر لمجاورتهم للقبط والفرس ولا