النوع التاسع .
معرفة الفصيح .
الكلام عليه في فصلين : أحدُهما بالنسبة إلى اللّفظ والثاني بالنسبة إلى المتكلّم به والأول أخصُّ من الثاني لأن العربيّ الفصيح قد يتكلم بلفظةٍ لا تعدُّ فصيحة : .
الفصل الأول في معرفة الفصيح من الألفاظ المفردة .
قال الراغب في مفرداته : الفَصْحُ : خلوصُ الشيء مما يشوبهُ وأصله في اللَّبن يقال : فَصَّح اللبنُ وأفْصَحَ فهو فصّيح ومُفْصح إذا تعرَّى من الرَّغوة قال الشاعر : - من الوافر - .
( وتَحْتَ الرَّغْوة اللَّبَنُ الفَصيحُ ) .
ومنه استُعير فصح الرجل : جادّت لغته وأفْصح تكلم بالعربية وقيل بالعكس والأولُ أصحّ انتهى .
وفي طبقات النحويين لأبي بكر الزُّبيديّ : قال ابنُ نوفل : سمعتُ أبي يقول لأبي عمرو بن العلاء : أخبرني عما وضعت مما سميت عربية أيدخلُ فيه كلامُ العرب كلُّه فقال : لا .
فقلت كيف تصنع فيما خالفتْك فيه العرب وهم حجة فقال : أحملُ على الأكثر وأُسَمّي ما خَالَفني لغات .
والمفهومُ من كلام ثعلب أن مَدار الفصاحة في الكلمة على كَثْرَة استعمال