المجهول لم يصرَّح فيه باسم الناقل فلم يمكن الوقوفُ على حقيقة حًاله بخلاف ما إذا صُرّح باسم الناقل .
فَبان بهذا أنه لا يلزم من قبول المعروف قبولُ المجهول .
هذا كلامُ ابن الأنباري في اللُّمع .
وذكر في الإنصاف أنه لا يحتجّ بشعر لا يُعرَف قائلُه يعني خوفاً من أن يكون لمولّد فإنه أورد احتجاج الكوفيين على ذلك .
وذكر ابنُ هشام في تعليقه على الألفية مثلَه فإنه أورد الشّعر الذي استدلّ به الكوفيون على جَواز مدّ المقصور للضرورة وهو قوله : - من الرجز - .
( قد علمت أخت بني السّعْلاء ... وعلمت ذاك مع الجزاء ) .
( أن نعم مأكول على الخَوَاء ... يا لَك من تَمْرٍ ومن شيشَاء ) .
( يَنْشَبُ في المَسْعَل واللَّهَاء ... ) .
وقال : الجواب عندنا أنه لا يُعلم قائله فلا حجّة فيه لكن ذكر في شرح الشواهد ما يُخَالفه فإنه قال : طعن عبد الواحد الطّرّاح صاحب كتاب بغية الآمل في الاستشهاد بقوله : - من الرجز - .
( لا تكثرن إني عسيتُ صائما ... ) .
وقال : هو بيتٌ مجهول لم يَنسْبه الشَّراح إلى أحد فسقط الاحتجاج به