قال ابنُ هشام : ولو صحَّ ما قاله لسقَطَ الاحتجاج بخمسين بيتاً من كتاب سيبويه فإن فيه ألفَ بيت قد عُرف قائلوها وخمسين مجهولة القائلين .
ومن أمثلة المجهول ناقلٌ قال أبو علي القالي في أماليه : أخبرَنا بعض أصحابنا عن أحمد بن يحيى أنه قال : حكي لنا عن الأصمعي أنه قيل له : إن أبا عبيدة يحكي وَقَع في رُوعي ووقع في جَخيفي فقال : أما الرُّوع فنعم وأما الجَخيف فلا .
السادسة - التعديلُ على الإبهام : نحو أخبرني الثقةُ هل يُقبل فيه خلاف بين العلماء وقد استعمل ذلك سيبويه كثيراً في كتابه يَعني به الخليل وغيره وذكر المرْزُباني عن أبي زيد قال : كلُّ ما قال سيبويه في كتابه أخبرني الثٌّقة فأنا أخبرته .
وذكر أبو الطيّب اللغوي في كتاب ( مراتب النحويين ) : قال أبو حاتم عن أبي زيد : كان سيبويه يأتي مَجْلسي وله ذُؤَابتان فإذا سمعته يقول : وحدّثني مَن أثقُ بعربيَّته فإنما يريدُني .
وقال ثعلب في أماليه : كان يونس يقول : حدَّثني الثّقة عن العرب فقيل له : مَن الثقة قال : أبو زيد .
قيل له : فلمَ لا تسميّه قال : هو حيّ بعدُ فأنا لا أسميّه .
السابعة - إذا قال أخبرني فلان وفلان وهما عَدْلان احتجّ به فإن جهل عدالة أحدهما أو قال فلان أو غيره لم يحتجّ .
مثال ذلك قال في الجمهرة : قال الأصمعي قال ابنُ دريد أحسبه يرويه عن يونس قال : سألتُ بعضَ العرب عن السَّبَخَة النَّشَّاشة فوصفَها لي ثم ظنَّ أني لم أفهم فقال : التي لا يجفّ ثراها ولا يَنْبُتُ مَرْعاها .
وقال في موضع آخرَ : أحسبه عن أبي مَهْديّة أو عن يونس وقال أنشد الأصمعي عن أبي عمرو أو عن يونس : - من الوافر