فمنه ما يتعلق بالسير وهو ركب ظهر الليل يباري مسير شهبه بمسير أشهبه ويستقرب بعد المدى في نيل مطلبه غير أن تلك تفري أديم الغياهب وهذا يفري أديم السباسب .
وهذا مأخوذ من قول المتنبي .
( يُبَارِي نُجُومَ الْقَذْفِ في كلِّ لَيْلَةٍ ... نُجُومٌ لَهُ مِنْهُنّ وَرْدٌ وَأدْهَمُ ) .
ومن هذا المعنى أيضا قولي وهو اتخذ الليل ظهرا واستلان خشونة المسرى فلم يزل يقذف صبغة سواده بصبغة جواده حتى بدت في أديم الليل شيات صباحه وشابه الأدهم في غرته وأوضاحه فعند ذلك أخذ أحدهما في رحيله وأخذ الآخر في نزوله .
وهذا المعنى ينظر إلى الذي قبله وفيه من شرف الصنعة ما لا خفاء به .
ومن ذلك ما ذكرته أيضا في فصل من كتاب وهو سرت وتحتي بنت قفرة لا يذهب السرى بجماحها ولا تستزيد الحادي من مراحها فهي طموح بأثناء الزمام وإذا سارت بين الآكاد قيل هذه واحدة من الآكام ولم تسم جسرة إلا لأنها تقطع عرض الفلاة كما يقطع الجسر عرض الماء ولا سميت حرفا إلا لأنها جاءت لمعنى في العزائم لا لمعنى في الأفعال والأسماء وخلفها جنيب من الخيل يقبل بجذع ويدبر بصخره وينظر من عين جحظة ويسمع بأذن حشره ويجري مع