حتى لم يدع كائدا وأعمى عليه سلوك الطريق حتى ظنه حائدا فسيوفه تسطو على بعدها ولا تقطع إلا وهي في غمدها .
وبعض هذا المعنى أخذته من شعر أبي تمام وهو .
( سَكَنَ الْكَيْدُ فِيهِمْ إنَّ مِنْ أعْظَمِ ... كَيْدٍ أنْ لاَ يُسَمَّى أَرِيبَاً ) .
وكذلك قولي في هذا المعنى وهو أخذ بسمع العدو وبصره وسد مطلع ورده وصدره فيداه مغلولة مع أنها مطلقة السراح ومقاتله بادية على أنها شاكية السلاح .
وهذا المعنى ينظر إلى المعنى الذي قبله .
وكذلك قولي أيضا وهو يبيت برأيه العدو قبل جيشه وتلقاه يطيش قلمه الذي كل الحلم في طيشه فإذا أطلت وجوه الآراء كان رأيه لها صباحا وإذا جهزت الجحافل لحرب كان قلمه لها سلاحا .
وبعض هذا المعنى مأخوذ من شعر البحتري .
( وَهُوَ المَرْءُ مَا غَزَا بَلَداً بِالرأْيِ ... إِلاَّ كَفَاهُ غَزْوَ الْجُنُودِ ) .
ومن ذلك ما ذكرته في وصف السير والركاب والخيل والقفار وما يتعلق بها