وتصخب لمس الماء صخب الأبكار لمس الأزواج ومن شأنها أن تلبس عند الزفاف إكليلا على رأسها وكذلك شأن العرائس عند زفافها إلى أعراسها .
وهذه المماثلة بين الخمر وبين البكر على هذا النسق لم يأت بها أحد غيري وإنما وصفت بأنها بكر كقول أبي نواس .
( فَقُلْتُ لِشَيْخٍ مِنْهُمُ مُتَكلِّمٍ ... لَهُ دِينُ قِسِّيسٍ وَفِي نُطْقِهِ كُفْرُ ) .
( أعِنْدَكَ بِكْرٌ مُرّةُ الطَّعْمِ قَرْقَفٌ ... صَنِيعَةُ دِهْقَانٍ تَرَاخى له الْعُمْرُ ) .
( فَقَالَ عَرُوسٌ كَانَ كِسْرَى رَبِيبَهَا ... مُعَتَّقَةٌ مِنْ دُونِهَا الْبَابُ وَالسِّتْرُ ) .
ووصف بالنكاح والزواج كقوله أيضا .
( وَقَهْوَةٍ كَالْعَقِيقِ صَافِيَةٌ ... يطِيرُ مِنْ كأْسِهَا لَهَا شَرَرُ ) .
( زَوّجْتُها الماءَ كيْ تَذِلَ لَهُ ... فامْتَعضتْ حِينَ مَسَّهَا الذَّكَرُ ) .
ومن ذلك ما ذكرته في الحزم وهو لا ينبغي للحازم أن يساور المورد المؤذن بمضيقه وإن أفضى الصدر إلى رحيبه فإن توقي الداء خير من التعرض له مع وجود طبيبه ولندع قول من يقعد على تل السلامة ثم يلبس الكتائب بالكتائب ويقول ليس للعزم إلا تمام الصدور وليس عليه تمام العواقب .
بعض هذا مأخوذ من شعر أبي تمام .
( ورَكْبٍ كَأَطْرَافِ الأَسِنَّةِ عَرَّسُوا ... عَلَى مِثْلِهَا وَاللَّيْلُ تَسْطُو غَيَاهِبُهْ ) .
( لأَمْرٍ عَلَيْهِمْ أنْ تَتِمَّ صُدُورُهُ ... وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ أنْ تَتِمَّ عَوَاقِبُهْ ) .
ومن ذلك ما ذكرته في وصفذ الرأي والكيد وهو أخفى على العدو كيده