وعلى هذا الأسلوب ورد قوله أيضا .
( أَحْسَنُ مِنْ مَنْزِلٍ بِذِي قارِ ... مَنْزِلُ حَمَّارَةً وَحَمَّارِ ) .
( وَشَمُّ رَيْحَانَةٍ وَنَرْجِسَةٍ ... أَحْسَنُ مِنْ أيْنُقٍ بأكْوَارِ ) فالبيت الثاني لا مقارنة بين صدره وعجزه وأين شم الريحان من الأينق بالأكوار ؟ وكان ينبغي له أن يقول شم الريحان أحسن من شم الشيح والقيصوم وركوب الفتيات الرود أحسن من ركوب الأينق بالأكوار وكل هذا لا يتفطن لوضعه في مواضعه في كل الأوقات وقد كان يغلب علي السهو في بعض الأحوال حتى أسلك هذه الطريق في وضع المعاني مع غير أنسابها وأقاربها ثم إني كنت أتأمل ما صنعته بعد حين فأصلح ما سهوت عنه .
وأما المواخاة بين المباني فإنه يتعلق بمباني الألفاظ .
فمن ذلك قول أبي تمام في وصف الرماح .
( مُثَقَّفات سَلَبْنَ الْعُرْبَ سُمْرَتَهَا ... والرُّومَ زُرْقَتَهَا وَالْعَاشِقَ الْقَضَفا )