( لَهُم جُلُّ مالي إنْ تَتَابَعَ لِي غنًى ... وإنْ قَلَّ مَالِي لَمْ أُكَلِّفْهُمُ رِفْدَا ) فقوله " تتابع لي غنى بمعنى قوله " كثر مالي " فهو إذا مقابلة من جهة المعنىلا من جهة اللفظلأن حقيقة الأضداد اللفظية إنما هي في المفردات من الألفاظ نحو قام وقعد وحل وعقد وقل وكثرفإن القيام ضد القعود والحل ضد العقد والقليل ضد الكثيرفإذا ترك المفرد من الألفاظ وتوصل إلى مقابلته بلفظ مركب كان ذلك مقابلة من جهة المعنى لا من جهة اللفظكقول هذا الشاعر " تتابع لي غنى " في معنى كثر مالي وهذه مقابلة معنوية لا لفظية فاعرف ذلك .
وأما مقابلة الشيء بما ليس بضده فهي ضربان أحدهما ألا يكون مثلا والآخر أن يكون مثلا .
فالضرب الأول يتفرع إلى فرعين .
الأول ما كان بين المقابل والمقابل نوع مناسبة وتقارب كقول قريط بن أنيف