( يَجْزُونَ مِنْ ظُلْمِ أَهْلِ الظُّلْمِ مَغْفِرَةً ... وَمِنْ إِسَاءةِ أَهْلِ السُّوءِ إِحْساناً ) فقابل الظلم بالمغفرة وليس ضدا لها وإنما هو ضد العدل إلا أنه لما كانت المغفرة قريبة من العدل حسنت المقابلة بينها وبين الظلم .
وعلى هذا جاء قوله تعالى ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) الرحمة ليست ضدا للشدة وإنما ضد الشدة اللين إلا أنه لما كانت الرحمة من مسببات اللين حسنت المقابلة بينها وبين الشدة .
وكذلك ورد قوله تعالى ( إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ) المصيبة سيئةلأن كل مصيبة سيئة وليس كل سيئة مصيبة فالتقابل ههنا من جهة العام والخاص .
الفرع الثاني ما كان بين المقابل والمقابل به بعد وذاك مما لا يحسن استعماله كقول أم النحيف وهو سعد بن قرط وقد تزوج امرأة كانت نهته عنها فقالت من أبيات تذمها فيها .
( تَرَبَّصْ بِهَا الأَيَّامَ عَلَّ صُرُوفَهَا ... سَتَرْمي بِهَا في جَاحِمٍ مُتَسَعِّرِ ) .
( فَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ قَدْ مَنَاهُ إلهُهُ ... بِمَذْمُومَةِ الأخْلاقِ وَاسِعَةِ الْحِرِ )