ومما استعذبته من قوله في هذا الباب .
( كَأَنَّ سُهادَ اللَّيْلِ يَعْشَقُ مُقْلتِي ... فَيَيْنهُمَا في كُلِّ هَجْرٍ لَنا وَصْلُ ) ومما جاء من هذا الباب .
( لَمَّا اعْتَنَقْنا لِلْوَدَاعِ وَأَعْرَبَتْ ... عَبَراتُنَا عَنَّا بِدَفعٍ ناطِقِ ) .
( فَرَّقْنَ بَيْنَ مَعَاجِرٍ ومَحَاجِرٍ ... وَجَمَعْنَ بَيْنَ بَنَفْسَجٍ وَشَقائِقِ ) وهذا تحته معنى يسأل عنه غير المقابلة .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالبنفسج والشقائق هو عارض الرجل وخد المرأةلأن من العادة أن يشبه العارض بالبنفسج .
وهذا قول غير سائغ لأن العارض إنما يشبه بالبنفسج عند أول ظهوره فإذا طر وظهرت خضرته في ابتداء سن الشباب شبه بالبنفسجلأنه يكون بين الأخضر والأسود وليس في الشعر ما يدل على أن المودع كان شابا قد طر عارضهوالذي يقتضيه المعنى أن المرأة قامت للوداع فمزقت خمارها ولطمت خدهافجمعت بين أثر اللطم وهو شبيه بالبنفسج وبين لون الخد وهو شبيه الشقائق وفرقت بين خمارها وبين وجهها بالتمزيق ولها وموجدة على الوداعهذا هو معنى البيت لا ما ذهب إليه هذا الرجل .
وأما المقابلة في المعنى دون اللفظ في الأضداد فمما جاء منه قول المقنع الكندي من شعراء الحماسة