للكتاب كما تعطي لمرسله وكل منهما يوفي حق قدره وينزل في منزله وكذلك فعل الخادم بكتاب المجلس السامي الفلاني لا زال محله أنيسا وذكره للفرقدين جليسا وسعيه على المكارم حبيسا ومجده جديد الملابس إذا كان المجد لبيسا .
وههنا ذكرت من هذا الكتاب كما ذكرته من الذي قبله فإني لم أذكر إلا مبدأه الذي هو الغرض .
ومما ينتظم في هذا السلك ما كتبته في صدر كتاب يتضمن تعزية وهو لو لم يلبس قلمي ثوب الحداد لهجر مداده ونضي عنه سواده وبعد عن قرينته وعاد إلى طينتهِ وحرم على نفسه أن يمتطي يدا أو يجري إلى مدى لكنه أحد فندب وبكى فسكب هذا الكتاب من دموعه وضمنه ما حملته أحناء ضلوعه وإنما استعار ذلك من صاحبه الذي أعداه وأبدى إليه من حزنه ما أبداه وهو نائب عنه في تعزية سيدنا أحسن الله صبره ويسر أمره وأرضى عنه دهره ثم أنهيت الكتاب إلى آخره .
ومن محاسن هذا الباب أن يفتتح الكتاب بآية من القرآن الكريم أو بخبر من الأخبار النبوية أو ببيت من الشعرِثم يبني الكتاب عليه .
فمن ذلك ما كتبته في ابتداء كتاب يتضمن البشرى بفتح وهو .
( وَمَنْ طَلَبَ الْفَتْحَ الْجَليلَ فَإِنَّما ... مَفَاتِيحُهُ الْبيضُ الْخِفَافُ الصَّوارِمُ ) وقد أخذنا بقول هذا الشاعر الحكيم وجعلنا السيف وسيلة إلى استنتاج الملك العقيمِ وراية المجد لا تنصب إلا على النصب والراحة الكبرى لا تنال إلا على جسر من التعب وكتابنا هذا وقد استولينا على مملكة فلانة وهي المملكة التي