النوع التاسع عشر .
في الكناية والتعريض .
وهذا النوع مقصور على الميل مع المعنى وترك اللفظ جانبا .
وقد تكلم علماء البيان فيه فوجدتهم قد خلطوا الكناية بالتعريض ولم يفرقوا بينهما ولا حدوا كلا منهما بحد يفصله عن صاحبه بل أوردوا لهما أمثلة من النظم والنثر وأدخلوا أحدهما في الآخر فذكروا للكناية أمثلة من التعريض وللتعريض أمثلة من الكنايةفممن فعل ذلك الغانمي وابن سنان الخفاجي والعسكري فأما ابن سنان فإنه ذكر في كتابه قول امريء القيس .
( فَصِرْنَا إِلَى الْحُسْنَى وَرَقَّ كَلامُهَا ... وَرُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبَةَ أَيَّ إِذْلالِ ) .
وهذا مثال ضربه للكناية عن المباضعة وهو مثال للتعريض .
ووجدت في كتاب التذكرة لابن حمدون البغدادي وكان مشارا إليه عندهم بفضيلة ومعرفة لاسيما فن الكتابة فوجدت في كتابه ذلك بابا مقصورا على ذكر الكناية والتعريض وما قيل فيهما نظما ونثرا وهو محشو بالخلط بين هذين القسمين من غير فصل بينهما وقد أورد أيضا في بعضه أمثلة غثة باردة