وصرعه جليلِ وسيفه وإن مضى فإنه عند الضرب كليلِ وقد نطق الفأل بأن الخاتم والرأس مشيران بالحصول على خاتم الملك ورأسهِ وهذا الفتح أساس لما يستقبل بناؤه ولا يستقر البناء على أساسه والعساكر التي كانت على أمير المؤمنين حربا صارت له سلما وأعطته البيعة علما بفضله وليس من تابع تقليدا كمن تابع علما وهم الآن مصرفون تحت الأوامرِممتحنون بكشف السرائر مطيفون باللواء الذي خصه الله باستفتاح المقالد واستيطاء المنابر وكما سرت خطوات القلم في أثناء هذا القرطاسِ فكذلك سرت طلائع الرعب قبل الطلائع في قلوب الناس وليس في البلاد ما يغلق بمشيئة الله بابا ولا يحسر نقابا وعلى الله إتمام النعم التي افتتحها وإجابة أمير المؤمنين إلى مقترحاته التي اقترحها والسلام .
وهذا الكتاب يشتمل على ما اشتمل عليه كتاب طاهر بن الحسين من المعنى إلا أنه فصل ذلك الإجمال .
ولو كتبت على وجه التطويل الذي لا فائدة فيه لقيل أصدر كتابه في يوم كذا من شهر كذاِوالتقى عسكر أمير المؤمنين وعسكر عدوه الباغي وتطاعن الفريقان وتزاحف الجمعان وحمي القتال واشتد النزال وترادفت الكتائب وتلاحقت المقانب وقتل عيسى بن ماهان واحتز رأسه وقطع ونزع الخاتم من يده وخلع وترك جسده طعاما للطيور والسباع والذئاب والضباع وانجلت الوقعة عن غلب أمير المؤمنين ونصره وخذلان عدوه وقهره والسلام ُ .
فهذا الكتاب يشتمل على تطويل لا فائدة فيه لأنه كرر فيه معاني يتم الغرض بدونها وذكر ما لا حاجة إليه في الإعلام بالواقعة .
فانظر إلى هذه الكتب الثلاثة وتأملها كما تأملت الذي تقدمها .
وبعد ذلك إني أورد لك كتابا وتقليدا يوضحان لك فائدة الإطناب أما الكتاب فإنه كتاب كتبته عن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب C إلى ديوان الخلافة ببغداد يتضمن فتح البيت المقدس واستنفاذه من أيدي الكفار وذلك في معارضة كتاب كتبه عبد الرحيم بن علي البيساني عنه وكان الفتح في السابع والعشرين من شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة خلد الله سلطان الديوان العزيز النبوي وجعل أيام دولته أترابا ومناقب مجدها هضابا وزادها على