فقول ( التي يحاولها ) من الإبهام المقدم ذكره في الآية .
ومما ينتظم بذلك قول الشاعر في أبيات الحماسة .
( صَبَا مَا صَبَا حَتّى عَلا الشَّيْبُ رَأْسَهُ ... فَلَمَّا عَلاَهُ قالَ لِلْبَاطِلِ ابْعَدِ ) .
فقوله ( صبا ما صبا ) من الإبهام الذي لو قدرت ما قدرت في تفسيره لم تجد له من فضيلة البيان ما تجد له مع الإبهام .
وعليه ورد قول أبي نواس .
( ولَقَدْ نَهَزْتُ مَعَ الْغُوَاةِ بِدَلْوِهِمْ ... وَأَسَمْتُ سَرْحَ اللَّحْظِ حينَ أَسَامُوا ) .
( وَبَلَغْتُ مَا بَلَغَ امْرُؤٌ بِشَبَابِهِ ... فَإِذَا عُصارَةُ كُلِّ ذاك أَثامُ ) .
فقوله ( وبلغت ما بلغ امرؤ بشبابه ) من هذا النمط المشار إليهِ وهو من المليح النادر .
ومما يجري على هذا النهج قول الآخر في وصف الخمر .
( مَضَى بِهَا مَا مَضَى مِنْ عَقْلِ شَارِبِهَا ... وَفي الزُّجَاجَةِ بَاقٍ يطْلُبُ الْبَاقِي )