التهابه وتعذر تلافيه وفي عظم الألم في القلب به وأنه لم يبق بعده إلا الخمود فهذه أوصاف أربعة جامعة بين المشبه والمشبه به وذلك في الغاية القصوى من التناسب والتلاؤم .
وقد ورد في الأمثال الليل جنة الهارب وهذا تشبيه حسن .
وكل ذلك من التشبيه المضمر الأداة .
ومما ورد منه شعرا قول أبي الطيب المتنبي .
( وَإِذَا اهْتَزَّ لِلنَّدَى كَانَ بَحْراً ... وَإِذَا اهْتَزَّ لِلْوَغَى كَانَ نَصْلاً ) .
( وَإذَا الأَرْضُ أظْلَمَتْ كَانَ شَمْساً ... وَإِذَا الأَرْضُ أمْحَلَتْ كَانَ وَبْلاَ ) .
فحرف التشبيه ههنا مضمر وتقديره كان كأنه بحر وكان كأنه نصل .
وكذلك يقال في البيت الثاني كان كأنه شمس وكان كأنه وبل وهذا تشبيه صورة بصورة وهو حسن في معناه .
وكذلك ورد قول أبي نواس وهو في تشبيه الحبب .
( فَإِذا مَا اعْتَرَضَتهَ الْعَيْنٌ ... مِنْ حَيْثُ اسْتَدَارَا ) .
( خِلْتَهُ فِي جَنَبَاتِ الْكأْسِ ... وَاوَاتٍ صِغَارَا ) .
وهذا تشبيه صورة بصورة أيضا