وكذلك قوله في بدر بن عمار يهنيه ببرئه من مرض .
( قُصِدْتَ مِنْ شَرْقِهَا وَمَغْرِبِهَا ... حَتَّى اشْتَكَتْكَ الرِّكَابُ وَالسُّبُلُ ) .
( لَمْ تُبْقِ إِلاَّ قَلِيلَ عَافِيةٍ ... قَدْ وَفَدَتْ تَجْتَدِيكَها الْعِلَلُ ) .
وقد وقفت على ما شاء الله من أشعار الفحول من الشعراء قديما وحديثا فلم أجد لأحد منهم في ذكر المرض ما يعد معنى مخترعا لا بل لم أجد من أقوالهم شيئا مرضيا ما عدا المتنبي فإنه ذكر المرض في عدة مواضع من شعره فأجاد وهذا البيت الثاني من هذين البيتين معنى مخترع له وقد أحسن فيه كل الإحسان .
ومما ابتدعه بإجماع قوله في مدح عضد الدولة في قصيدته النونية التي مطلعها .
( مَغَانِي الشِّعْبِ طيباً في المَغَانِي ... ) .
قال عند ذكره .
( فَعَاشَا عِيْشَةَ الْقَمَرَيْنِ يُحْيَا ... بَضَوْئِهِمَا وَلاَ يَتَحَاسَدَانِ ) .
( وَلاَ مَلَكَا سِوَى مُلْكِ الأَعَادِي ... وَلاَ وَرِثَا سِوَى مَنْ يَقْتُلاَنِ ) .
( وَكَانَ ابْنَا عَدُوٍّ كَاثَراهُ ... لَهُ يَاءَيْ حُرُوفِ أُنَيْسِيَانِ ) .
أي جعل الله ابني عدو كاثراه يعني ابني عضد الدولة كياءي حروف تصغير إنسان فإن ذلك زيادة وهو نقص في المقدار إلا أن سبك هذا البيت قد شوهه وأذهب طلاوة المعنى المندرج تحته