( فأطْبِقْ فَمَاً عَنْها وَكَفًّا ومُقْلَةً ... وَقُلْ لِغَوِيِّ النَّاسِ فاكَ لِفِيهَا ) .
ومن ذلك .
( أَرَى الدُّنْيَا وَمَا وُصِفَتْ بِبِرٍّ ... إِذَا أَغْنَتْ فَقِيراً أَرْهَقَتْهُ ) .
( إِذَا خُشِيَتْ لِشَر عَجَّلَتْهُ ... وَإِنْ رُجِيَتْ لِخَيْرٍ عَوَّقَتْهُ ) .
( حَيَاة كَالْحُبَالَةِ ذَاتُ مَكْرٍ ... وَنَفْسُ المَرْءِ صَيْدٌ أَعْلَقَتْهُ ) .
( فَلاَ يُخْدَعْ بِحِيْلَتِهَا أَرِيبٌ ... وَإِنْ هِيَ سَوَّرَتْهُ وَنَطَّقَتْهُ ) .
( أَذَاقَتْهُ شَهِيًّا مِنْ جَنَاها ... وَصَدَّتْ فَاهُ عَمَّا ذَوَّقَتْهُ ) .
وقد ورد للعرب شيء من ذلك إلا أنه قليل فمما جاء منه قول بعضهم في أبيات الحماسة .
( إِنَّ الَّتِي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّها ... خُلِقَتْ هَوَاكَ كَمَا خُلِقْتَ هَوًى لَهَا ) .
( بَيْضَاءُ بَاكَرَهَا النَّعِيمُ فَصَاغَها ... بِلَبَاقَةٍ فَأَدَقَّها وَأَجَلَّها ) .
( حَجَبَتْ تَحِيَّتَها فَقُلْتُ لِصَاحِبِي ... ما كَانَ أكْثَرَها لَنَا وَأقلها ) .
( وَإِذَا وَجَدْتُ لَهَا وَسَاوِسَ سَلْوَةٍ ... شَفَعَ الضَّمِيرُ إِلَى الفُؤَادِ فَسَلَّها ) .
وهذا من اللطافة على ما يشهد لنفسه .
ومما يجري هذا المجرى قول حجر بن حية العبسي من شعر الحماسة أيضا