كل ثقب كثقب الحية واليربوع وعلى المحل المخصوص من الحيوان فإذا ورد مهملا بغير قرينة تخصصه سبق إلى الوهم ما يقبح ذكره لاشتهاره به دون غيره ومن ههنا ورد قول النبي ( المؤمن لا يلسع من جحر مرتين ) وحيث قال يلسع زال اللبس لأن اللسع لا يكون إلا للحية وغيرها من ذوات السموم .
وأما ما ورد مهملا بغير قرينة فقول أبي تمام .
( أَعْطَيْتَ لِي دِيَةَ الْقَتِيلِ وَلَيْسَ لِي ... عَقْلٌ وَلاَ حَقٌّ عَلَيْكَ قَدِيمُ ) .
فقوله ليس لي عقل يظن أنه من عقل الشيء إذا علمه ولو قال ليس لي عليك عقل لزال اللبس .
فيجب إذا على صاحب هذه الصنعة أن يراعي في كلامه مثل هذا الموضع وهو من جملة الألفاظ المشتركة التي يحتاج في إيرادها إلى قرينة تخصصها ضرورة .
ومن أوصاف الكلمة أن تكون مؤلفة من أقل الأوزان تركيبا وهذا مما ذكره ابن سنان في كتابه ثم مثله بقول أبي الطيب المتنبي .
( إِنَّ الْكِرَامَ بِلاَ كِرَامٍ مِنْهُمُ ... مِثْلُ الْقُلُوبِ بِلاَ سُوَيْدَاواتِهَا )