( نَاعِمَات الأَطْرَافِ لَوْ أَنَّها تُلْبَسُ أَغْنَتْ عَنِ الملآءِ الرِّقَاقِ ... ) .
وسأضرب لك مثالا للجزل من الألفاظ والرقيق فأقول .
انظر إلى قوارع القرآن عند ذكر الحساب والعذاب والميزان والصراط وعند ذكر الموت ومفارقة الدنيا وما جرى هذا المجرى فإنك لا ترى شيئا من ذلك وحشي الألفاظ ولا متوعرا ثم انظر إلى ذكر الرحمة والرأفة والمغفرة والملاطفات في خطاب الأنبياء وخطاب المنيبين والتائبين من العباد وما جرى هذا المجرى فإنك لا ترى شيئا من ذلك ضعيف الألفاظ ولا سفسفا .
فمثال الأول وهو الجزل من الألفاظ قوله تعالى ( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جنهم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كملة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهن خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة رمزا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين )