( ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق ) .
قال ويبلغ من خوفهم من الهجاء ومن شدة السب عليهم وتخوفهم ان يبقى ذكر ذلك في الاعقاب ويسب به الاحياء والاموات أنهم اذا أسروا الشاعر أخذوا عليه المواثيق وربما شدوا لسانه بنسعة كما صنعوا بعبد يغوث ابن وقاص المحاربي حين أسرته بنو تيم يوم الكلاب وهو الذي يقول .
( أقول وقد شدوا لساني بنسعة ... أمعشر تيم أطلقوا من لسانيا ) .
( وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم تر قبلي اسيرا يمانيا ) .
( كأني اركب جوادا ولم اقل ... لخيلي كري كرة عن رجاليا ) .
( فيا راكبا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران ان لا تلاقيا ) .
( أبا كرب والأيهمين كليهما ... وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا ) .
وكان سألهم ان يطلقوا لسانه لينوح على نفسه ففعلوا فكان ينوح بهذه الابيات فلما أنشد قومه هذا الشعر قال قيس لبيك وان كنت أخرتني .
وقيل لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود كيف تقول الشعر مع الفقه والنسك فقال لا بد للمصدور من ان ينفث .
وقال معاوية لصحار العبدي ما هذا الكلام الذي يظهر منك قال شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا .
وقال ابن حرب من أحسن شيئا اظهره .
وفي المثل من أحب شيئا أكثر ذكره .
وقال خاصم ابو الحويرث السحيمي حمزة بن بيض الى المهاجرين عبد الله في طوي له فقال أبو الحويرث .
( أغمضت في حاجة كانت تؤرقني ... لولا الذي قلت فيها قل تغميضي ) .
قال وما قلت لك قال .
( حلفت بالله لي ان سوف تنصفني ... فساغ في الحلق ريق بعد تجريض ) .
قال وأنا احلف بالله لانصفنك قال .
( فاسأل ألى عن ألى ان خصومتهم ... ام كيف أنت واصحاب المعاريض ) .
قال أوجعهم ضربا قال .
( فاسأل سحيما اذا وافاك جمعهم ... هل كان بالبئر حوض قبل تحويضي )