( ألهى بني تغلب عن كل مكرمة ... قصيدة قالها عمرو بن كلثوم ) .
ومما يدل على قدر الشعر عندهم بكاء سعيد بني مازن مخارق بن شهاب حين أتاه محمد بن المكعبر العنبري الشاعر فقال ان بني يربوع قد أغاروا على إبلي فاسع لي فيها فقال وكيف وأنت جار وردان بن مخرمة فلما ولى عنه محمد مخزونا بكى مخارق حتى بل لحيته فقالت له ابنته ما يبكيك فقال وكيف لا ابكي واستغاثني شاعر من شعراء العرب فلم أغثه والله لئن هجاني ليفضحنني قوله ولئن كف عني ليقتلني شكره ثم نهض فصاح في بني مازن فردت عليه إبله وذكر وردان الذي كان اخفره فقال .
( أقول وقد بزت بتعشار بزة ... لوردان جد الآن فيها او إلعب ) .
( فعض الذي أبقى المواسي مر أمه ... خفير راها لم يشمر ويغضب ) .
( اذا نزلت وسط الرباب وحولها ... اذا حصنت الفا سنان مجرب ) .
( حميت خزاعيا وأفناء مازن ... ووردان يحمي عن عدي بن جندب ) .
( ستعرفها ولدان ضبة كلها ... بأعيانها مردودة لم تغيب ) .
قال وفد رجل من بني مازن علىالنعمان بن المنذر فقال له النعمان كيف مخارق بن شهاب فيكم قال سيد كريم وحسبك من رجل يمدح نفسه ويهجو ابن عمه ذهب الى قوله .
( ترى ضيفها فيها يبيت بغبطة ... وجار ابن قيس جائع يتحوب ) .
قال ومن قدر الشعر وموقعه في النفع والضر ان ليلى بنت النضر بن الحرث بن كلدة لما عرضت للنبي وهو يطوف بالبيت واستوقفته وجذبت رداءه حتى انكشفت منكبه وأنشدته شعرها بعد مقتل أبيها قال رسول الله لو كنت سمعت شعرها هذا ما قتلته والشعر .
( يا راكبا ان الاثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق ) .
( أبلغ بها ميتا بأن قصيدة ... ما ان تزال بها الركائب تخفق ) .
( فليسمعن النضر ان ناديته ... ان كان يسمع ميت لا ينطق ) .
( ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشقق ) .
( قسرا يقاد الى المنية متعبا ... رسف المقيد وهوعان موثق ) .
( أمحمد ها أنت ضنؤ نجيبة ... في قومها والفحل فحل معرق )