عينه جميع فرسان العرب وكانوا يكرهون ان يعرفوا فلا يكون لفرسان عدوهم هم غيرهم ولما اقبل حميصة الشيباني يتأمل طريقا قال طريف .
( او كلما وردت عكاظ قبيلة ... بعثوا الي عريفهم يتوسم ) .
( فتوسموني إنني انا ذاكم ... شاك سلاحي في الحوادث معلم ) .
( تحتي الأغر وفوق جلدي نثرة ... زغف ترد السيف وهو مثلم ) .
( ولكل بكري الي عداوة ... وأبو ربيعة شانيء ومحلم ) .
فكان هذا من شأنهم وربما مع ذلك أعلم الفارس منهم نفسه بسيما كان حمزة يوم بدر معلما بريشة نعامة حمراء وكان الزبير معلما بعمامة صفراء ولذلك قال درهم بن زيد .
( إنك لاق غدا غواة بني الملكاء ... فانظر ما أنت مزدهف ) .
( يمشون في البيض والدروع كما ... تمشي جمال مصاعب قطف ) .
( فأبد سيماك يعرفوك كما ... يبدون سيماهم فتعترف ) .
وكان المقنع الكندي الشاعر واسمه محمد بن عمير كان الدهر مقنعا والقناع من سيما الرؤساء والدليل على ذلك والشاهد الصادق والحجة القاطعة ان رسول الله كان لا يكاد يرى الا مقنعا وجاء في الحديث حتى كأن الموضع الذي يصيب رأسه من ثوبه ثوب دهان وكان المقنع الذي جرج بخراسان يدعي الربوبية لا يدع القناع في حال من الحالات وجهل ادعاء الربوبية من جهة المناسخة فادعاها من الوجه الذي لا يختلف فيه الاحمر والاسود والمؤمن والكافر ان باطله مكشوف كالنهار لا يعرف في شيء من الملل والنحل القول بالتناسخ الا من هذه الفرقة من الغالية وهذا المقنع كان قصارا من أهل مرو وكان أعور الكن فما أدري أيهما أعجب أدعواه بانه رب او أيمان من امن به وقاتل دونه وكان اسمه عطاء .
وقال الآخر .
( اذا المرء أثرى ثم قال لقومه ... أنا السيد المفضى اليه المعمم ) .
( ولم يعطهم شيئا أبوا ان يسودهم ... وهان عليهم زعمه وهو ألوم ) .
وقال آخر .
( اذا كشف اليوم العماس من استه ... فلا يرتدي مثلى ولا يتعمم )