كفارا حاصلة وإن لم يظفروا بهم فلا يكون في تقييدها بالشرط فائدة فالأولى أن يجعل قوله وودوا لو تكفرون عطفا على الجملة الشرطية كقوله تعالى ( وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ) .
وأما لو فهي للشرط في الماضي مع القطع بانتفاء الشرط فيلزم انتفاء الجزاء كانتفاء الإكرام في قولك لو جئتني لأكرمتك ولذلك قيل هي لامتناع الشيء لامتناع غيره ويلزم كون جملتيها فعليتين وكون الفعل ماضيا فدخولها على المضارع في نحو قوله تعالى ( لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ) لقصد استمرار الفعل فيما مضى وقتا فوقتا كما في قوله تعالى ( الله يستهزىء بهم ) بعد قوله ( إنما نحن مستهزءون ) وفي قوله تعالى ( فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) ودخولها عليه في نحو قوله تعالى ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ) وقوله تعالى ( ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم ) لتنزيله منزلة الماضي لصدوره عمن لا خلاف في أخباره كما نزل يود منزلة ود في قوله تعالى ( ربما يود الذين كفروا ) ويجوز أن يرد الغرض من لفظ ترى