( ولله صعلوك يساور همه ويمضي ... على الأحداث والدهر مقدما ) .
( فتى طلبات لا يرى الخمص ترحة ... ولا شعبة إن نالها عد مغنما ) .
( إذا ما رأى يوما مكارم أعرضت ... تيمم كبراهن ثمت صمما ) .
( ترى رمحه ونبله ومجنه ... وذا شطب عضب الضريبة مخذما ) .
( وأحناء سرج قاتر ولجامه ... عتاد أخي هيجا وطرفا مسوما ) .
( فذلك إن يهلك فحسنى ثناؤه ... وإن عاش لم يقعد ضيفا مذمما ) .
فعدد له كما ترى خصالا فاضلة من المضار على الأحداث مقدما والصبر على ألم الجوع والأنفة من أن يعد الشبعة مغنما وتيمم كبرى المكرمات والتأهب للحرب بأدواتها ثم عقب بذلك بقوله فذلك فأفاد أنه جدير باتصافه بما ذكر بعده وكذا قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) أفاد اسم الإشارة زيادة الدلالة على المقصود من اختصاص المذكورين قبله باستحقاق الهدى من ربهم والفلاح وإما لاعتبار آخر مناسب .
وإن كان باللام فإما لإشارة إلى معهود بينك وبين مخاطبك كما إذا قال لك قائل جاءني رجل من قبيلة كذا فتقول ما فعل الرجل وعليه قوله تعالى ( وليس الذكر كالأنثى ) أي وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت لها وإما لإرادة نفس الحقيقة كقولك الرجل خير من المرأة والدينار خير من الدرهم ومنه قول أبي العلاء المعري