( والخل كالماء يبدي لي ضمائره ... مع الصفا ويخفيها مع الكدر ) .
وعليه من غير هذا الباب قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) أي جعلنا مبدأ كل شيء حي هذا الجنس الذي هو الماء روي أنه تعالى خلق الملائكة من ريح خلقها من الماء والجن من نار خلقها منه وآدم من تراب خلقه منه ونحوه ( أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ) والمعرف باللام قد يأتي لواحد باعتبار عهديته في الذهن لمطابقته الحقيقة كقولك أدخل السوق وليس بينك وبين مخاطبك سوق معهود في الخارج وعليه قول الشاعر .
( ولقد أمر على اللئيم يسبني ... ) .
وهذا يقرب في المعنى من النكرة ولذلك يقدر يسبني وصفا للئيم لا حالا وقد يفيد الاستغراق وذلك إذا امتنع حمله على غير الإفراد وعلى بعضها دون بعض كقوله تعالى ( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا ) .
والاستغراق ضربان حقيقي كقوله تعالى ( عالم الغيب والشهادة ) أي كل غيب وشهادة وعرفي كقولنا جمع الأمير الصاغة إذا جمع صاغة بلده أو أطراف مملكته فحسب لا صاغة الدنيا