والمسند إليه في البيت الثاني ليس فيه إيماء إلى وجه بناء الخبر عليه بل لا يبعد أن يكون فيه إيماء إلى بناء نقيضه عليه وإن كان بالإشارة فإما لتمييزه أكمل تمييز لصحة إحضاره في ذهن السامع بوساطة الإشارة حسا كقوله .
( هذا أبو الصقر فردا في محاسنه ... ) وقوله .
( أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شهدوا ) .
وقوله .
( وإذا تأمل شخص ضيف مقبل ... متسربل سربال ليل أغبر ) .
( أوما إلى الكرماء هذا طارق ... نحرتني الأعداء إن لم تنحري ) وقوله .
( ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان عير الحي والوتد ) .
( هذا على الخف مربوط برمسته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد ) .
وإما للقصد إلى أن السامع غبي لا يتميز الشيء عنده إلا بالحسن كقول الفرزدق .
( أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع ) .
وإما لبيان حاله في القرب أو البعد أو التوسط كقولك هذا زيد وذاك عمرو وذاك بشر وربما جعل القرب ذريعة إلى التحقير كقوله تعالى ( وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر