وقوله أيضا .
( خليلي مالي لا أرى غير شاعر ... فكم منهم الدعوى ومني القصائد ) .
( فلا تعجبا إن السيوف كثيرة ... ولكن سيف الدولة اليوم واحد ) .
وقد ينتقل من الفن الذي شبب الكلام به إلى ما لا يلائمه ويسمى ذلك الاقتضاب وهو مذهب العرب الأول ومن يليهم من المخضرمين كقول أبي تمام .
( لو رأى الله أن في الشيب خيرا ... جاورته الأبرار في الخلد شيبا ) .
( كل يوم تبدي صروف الليالي ... خلقا من أبي سعيد غريبا ) ومن الاقتضاب ما يقرب من التخلص كقول القائل بعد حمد الله أما بعد قيل وهو فصل الخطاب .
وكقوله تعالى ( هذا وإن للطاغين لشر مآب ) أي الأمر هذا أو هذا كما ذكر وقوله تعالى ( هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب ) ونحوه قول الكاتب هذا باب هذا فصل .
الثالث .
الانتهاء لأنه آخر ما يعيه السمع ويرتسم في النفس فإن كان مختارا كما وصفنا جبر ما عساه وقع فيما قبله من التقصير وإن كان غير مختار كان بخلاف ذلك وربما أنسى محاسن ما قبله فمن الانتهاءات المرضية قول أبي نواس