وكقول أبي الفرج الساوي يرثي بعض الملوك من آل بويه أظنه فخر الدولة .
( هي الدنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشي وفتكي ) .
وكذا قول أبي الطيب يرثي أم سيف الدولة .
( نعد المشرفية والعوالي ... وتقتلنا المنون بلا قتال ) .
( ونرتبط السوابق مقربات ... وما ينجين من خبب الليالي ) .
الثاني .
التخلص ونعني به الانتقال مما شبب الكلام به من تشبيب أو غيره إلى المقصود مع رعاية الملاءمة بينهما لأن السامع يكون مترقبا للانتقال من التشبيب إلى المقصود كيف يكون فإذا كان حسنا متلائم الطرفين حرك من نشاط السامع وأعان على إصفائه إلى ما بعده وإن كان بخلاف ذلك كان الأمر بالعكس فمن التخلصات المختارة قول أبي تمام .
( يقول في قومس قومي وقد أخذت ... منا السرى وخطا المهرية القود ) .
( أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا ... فقلت كلا ولكن مطلع الجود ) .
وقول مسلم بن الوليد .
( أجدك ما تدرين أن رب ليلة ... كأن دجاها من قرونك ينشر ) .
( سهرت بها حتى تجلت بغرة ... كغرة يحيى حين يذكر جعفر ) .
وقول أبي الطيب يمدح المغيث العجلي .
( مرت بنا بين تربها فقلت لها ... من أين جانس هذا الشادن العربا ) .
( فاستضحكت ثم قالت كالمغيث يرى ... ليث الشرى وهو من عجل إذا انتسبا )