( فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ) وفي دعاء النبي ( اللهم إني أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم ) .
وشرط حسن السجع اختلاف قرينتيه في المعنى كما مر لا كقول ابن عباد في مهزومين طاروا واقين بظهورهم صدورهم وبأصلابهم نحورهم ) .
قيل وأحسن السجع ما تساوت قرائنه كقوله تعالى ( في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود ) ثم ما طالت قرينته الثانية كقوله ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى ) أو الثالثة كقوله تعالى ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) وقول أبي الفضل الميكالي وله الأمر المطاع الشرف اليفاع والعرض المصون والمال المضاع .
وقد اجتمعا في قوله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ولا يحسن أن تولي قرينة قرينة أقصر منها كثيرا لأن السجع إذا استوفى أمده من الأولى لطولها ثم جاءت الثانية أقصر منها كثيرا يكون كالشيء المبتور ويبقى السامع كمن يريد الانتهاء إلى غاية فيعثر دونها والذوق يشهد بذلك ويقضي بصحته ثم السجع إما قصير كقوله تعالى ( والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا ) أو طويل كقوله تعالى ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو