تأكيد الذم بما يشبه المدح .
ومنه تأكيد الذم بما يشبه المدح وهو ضربان أحدهما أن يستثني من صفة مدح منفية عن الشيء صفة ذم بتقدير دخولها فيها كقولك فلان لا خير فيه إلا أنه يسيء إلى من يحسن إليه .
وثانيهما أن يثبت للشيء صفة ذم ويعقب بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى له كقولك فلان فاسق إلا أنه جاهل وتحقيق القول فيهما على قياس ما تقدم .
الاستتباع .
ومنه الاستتباع وهو المدح بشيء على وجه يستتبع المدح بشيء آخر كقول أبي الطيب .
( نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد ) .
فإنه مدحه ببلوغه النهاية في الشجاعة إذ كثر قتلاه بحيث لو ورث أعمارهم لخلد في الدنيا على وجه استتبع مدحه بكونه سببا لصلاح الدنيا ونظامها حيث جعل الدنيا مهنأة بخلوده قال علي بن عيسى الربعي وفيه وجهان آخران من المدح أحدهما أنه نهب الأعمار دون الأموال الثاني أنه لم يكن ظالما في قتل أحد من مقتوليه لأنه لم يقصد بذلك إلا صلاح الدنيا وأهلها فهم مسرورون ببقائه .
الإدماج .
ومنه الإدماج وهو أن يضمن كلاما سيق لمعنى معنى آخر فهو أعم من الاستتباع ومثاله قول أبي الطيب .
( أقلب فيه أجفاني كأني ... أعد بها على الدهر الذنوبا )