فإن نزول المطر لا يظهر له في العادة علة .
وكقول أبي تمام .
( لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حرب للمكان العالي ) .
علل عدم إصابة الغني الكريم بالقياس على عدم إصابة السيل المكان العالي كالطود العظيم من جهة أن الكريم لاتصافه بعلو القدر كالمكان العالي والغني لحاجة الخلق إليه كالسيل ومن لطيف هذا الضرب قول أبي هلال العسكري .
( زعم البنفسج أنه كعذاره ... حسنا فسلوا من قفاه لسانه ) .
وقول ابن نباتة في صفة فرس .
( وأدهم يستمد الليل منه ... وتطلع بين عينيه الثريا ) .
( سرى خلف الصباح يطير مشيا ... ويطوي خلفه الأفلاك طيا ) .
( فلما خاف وشك الفوت منه ... تشبث بالقوائم والمحيا ) وأما الثاني فكقول أبي الطيب .
( ما به قتل أعاديه ولكن ... يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب ) .
فإن قتل الملوك أعداءهم في العادة لإرادة هلاكهم وأن يدفعوا مضارهم عن أنفسهم حتى يصفو لهم ملكهم من منازعتهم لا لما ادعاه من أن طبيعة الكرم قد غلبت عليه ومحبته أن يصدق رجاء الراجين بعثته على قتل أعدائه لما علم أنه لما غدا للحرب غدت الذئاب تتوقع أن يتسع عليها الرزق من قتلاهم وهذا مبالغة في وصفه بالجود ويتضمن المبالغة في وصفه بالشجاعة على وجه تخييلي أي تناهي في الشجاعة حتى ظهر ذلك للحيوانات العجم فإذا