بينهم ) فإن الرحمة مسببة عن اللين الذي هو ضد الشدة وعليه قوله تعالى ( من رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ) فإن ابتغاء الفضل يستلزم الحركة المضادة للسكون والعدول عن لفظ الحركة إلى لفظ ابتغاء الفضل لأن الحركة ضربان حركة لمصلحة وحركة لمفسدة والمراد الأولى لا الثانية ومن فاسد هذا الضرب قول أبي الطيب .
( لمن تطلب الدنيا إذا لمن ترد بها ... سرور محب أو إساءة مجرم ) .
فإن ضد المحب هو المبغض والمجرم قد لا يكون مبغضا وله وجه بعيد والثاني ما يسمى إيهام التضاد كقول دعبل .
( لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى ) وقول أبي تمام .
( ما إن ترى الأحساب بيضا وضحا ... إلا بحيث ترى المنايا سودا ) .
وقوله أيضا في الشيب .
( له منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنه في القلب أسود أسفع ) وقوله .
( وتنظري خبب الركاب ينصها ... محيي القريض إلى مميت المال ) .
المقابلة .
ودخل في المطابقة ما يخص باسم المقابلة وهو أن يؤتى