وقول الآخر .
( خلقوا وما خلقوا لمكرمة ... فكأنهم خلقوا وما خلقوا ) .
( رزقوا وما رزقوا سماح يد ... فكأنهم رزقوا وما رزقوا ) .
قيل ومنه قوله تعالى ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) أي لا يعصون الله في الحال ويفعلون ما يؤمرون في المستقبل وفيه نظر لأن العصيان يضاد فعل المأمور به فكيف يكون الجمع بين نفيه وفعل المأمور به تضادا ومن الطباق قول أبي تمام .
( تردى ثياب الموت حمرا فما أتى ... لها الليل إلا وهي في سندس خضر ) وقول أبي حيوس .
( طالما قلت للمسائل عنكم ... واعتمادي هداية الضلال ) .
( إن ترد علم حالهم عن يقين ... فألقهم يوم نائل أو نزال ) .
( تلق بيض الوجوه سود مثار النقع ... خضر الأكناف حمر النصال ) .
وقول الحريري فمذ ازور المحبوب الأصفر واغبر العيش الأخضر اسود يومي الأبيض وابيض فودي الأسود حتى رثى لي العدو الأزرق فيا حبذا الموت الأحمر .
ومن الناس من سمى نحو ما ذكرناه تدبيجا وفسره بأن يذكر في معنى من المدح أو غيره ألوان بقصد الكناية أو التورية أما تدبيج الكناية فكبيت أبي تمام وبيتي ابن حيوس وأما تدبيج التورية فكلفظ الأصفر في قول الحريري ويلحق بالطباق شيئان أحدهما نحو قوله تعالى ( أشداء على الكفار رحماء