والخاصية الغريبة التي لا يظفر بها إلا من ارتفع عن طبقة العامة كما سيأتي في الاستعارات الواردة في التنزيل كقول طفيل الغنوي .
( وجعلت كوري فوق ناجية ... يقتات شحم سنامها الرحل ) .
وموضع اللطف أو الغرابة منه أنه استعار الاقتيات لإذهاب الرحل شحم السنام مع أن الشحم مما يقتات وقول ابن المعتز .
( حتى إذا ما عرف الصيد الضار ... وأذن الصبح لنا في الابصار ) .
ولما كان تعذر الابصار منعا من الليل جعل إمكانه عند ظهور الصبح إذنا منه وقول الآخر .
( بعرض تنوفة للريح فيه ... نسيم لا يروع الترب وإن ) وقوله .
( يناجيني الإخلاف من تحت مطلة ... فتختصم الآمال واليأس في صدري ) .
ثم الغرابة قد تكون في الشبه نفسه كما في تشبيه هيئة العنان في موقعه من قربوس السرج بهيئة الثوب في موقعه من ركبة المحتبي في قول يزيد بن مسلمة بن عبد الملك يصف فرسا له بأنه مؤدب .
( وإذا احتبى قربوسه بعنانه ... علك الشكيم إلى انصراف الزائر ) .
وقد تحصل بتصرف في العامية كما في قول الآخر .
( وسالت بأعناق المطي الأباطح ... ) .
أراد أنها سارت سيرا حثيثا في غاية السرعة وكانت سرعة في لين وسلاسة حتى كأنها كانت سيولا وقعت في تلك الأباطح فجرت بها