( وقطعناهم في الأرض أمما ) فإن القطع موضوع لإزالة الاتصال بين الأجسام التي بعضها ملتصق ببعض فالجامع بينهما إزالة الاجتماع التي هي داخلة في مفهومها وهي في القطع أشد وكاستعارة الخياطة لسرد الدرع في قول القطامي .
( لم تلق قوما هم شر لإخوتهم ... منا عشية يجري بالدم الوادي ) .
( نقويهم لهذميات نقد بها ... ما كان خاط عليهم كل زراد ) .
فإن الخياطة تضم خرق القميص والسرد يضم حلق الدرع فالجامع بينهما الضم الذي هو داخل في مفهومهما وهو في الأول الأشد وكاستعارة النثر لإسقاط المنهزمين وتفريقهم في قول أبي الطيب .
( نثرتهم فوق الأحيدب نثرة ... كما نثرت فوق العروس الدراهم ) .
لأن النثر أن تجمع أشياء في كف أو وعاء ثم يقع فعل تتفرق معه دفعة من غير ترتيب ونظام وقد استعاره لما يتضمن التفرق على الوجه المخصوص وهو ما اتفق من تساقط المنهزمين في الحرب دفعة من غير ترتيب ونظام ونسبه إلى الممدوح لأنه سببه والثاني ما يكون الجامع فيه غير داخل في مفهوم الطرفين كقولك رأيت شمسا وتريد إنسانا يتهلل وجهه فالجامع بينهما التلألؤ وهو غير داخل في مفهومهما وتنقسم باعتبار الجامع أيضا إلى عامية وخاصية فالعامية المبتذلة لظهور الجامع فيها كقولك رأيت أسدا ووردت بحرا