السيئة عن الاقتصاص لأنه مسبب عنها قيل وإن عبر بها عما ساء أي أحزن لم يكن مجازا لأن الاقتصاص محزن في الحقيقة كالجناية وكذا قوله تعالى ( ومكروا ومكر الله ) تجوز بلفظ المكر عن عقوبته لأنه سببها قيل ويحتمل أن يكون مكر الله حقيقة لأن المكر هو التدبير فيما يضر الخصم وهذا محقق من الله تعالى باستدراجه إياهم بنعمه مع ما أعد لهم من نقمة .
ومنها تسمية السبب باسم المسبب كقولهم أمطرت السماء نباتا .
وعليه قولهم كما تدين تدان أي كما تفعل تجازى .
وكذا لفظ الأسنمة في قوله يصف غيثا .
( أقبل في المستن من ربابه ... أسنمة الآبال في سحابه ) .
وكذا تفسير إنزال أزواج الأنعام في قوله تعالى ( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ) بإنزال الماء على وجه لأنها لا تعيش إلا بالنبات والنبات لا يقوم إلا بالماء وقد أنزل الماء فكأنه أنزلها ويؤيده ما ورد أن كل ما في الأرض من السماء ينزله الله تعالى إلى الصخرة ثم يقسمه قيل وهذا معنى قوله تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ) وقيل معناه وقضى لكم لأن قضاياه وقسمه موصوفة بالنزول من السماء حيث كتب في اللوح كل كائن يكون وقيل خلقها في الجنة ثم أنزلها وكذا قوله