الجائع وجها كالبدر في الإشراق والاستدارة بالرغيف إظهارا للاهتمام بشأن الرغيف لا غير وهذا يسمى إظهار المطلوب قال السكاكي ولا يحسن المصير إليه إلا في مقام الطمع في تسني المطلوب كما يحكى عن الصاحب أن قاضي سجستان دخل عليه فوجده الصاحب متفننا فأخذ يمدحه حتى قال .
( وعالم يعرف بالسجزي ... ) .
وأشار للندماء أن ينظموا على أسلوبه ففعلوا واحدا بعد واحد إلى أن انتهت النوبة إلى شريف في البين فقال .
( أشهى إلى النفس من الخبز ... ) .
فأمر الصاحب أن تقدم له مائدة هذا كله إذا أريد إلحاق الناقص في وجه الشبه حقيقة أو ادعاء بالزائد فإن أريد مجرد الجمع بين شيئين في أمر فالأحسن ترك التشبيه إلى الحكم بالتشابه ليكون كل واحد من الطرفين مشبها ومشبها به احترازا من ترجيح أحد المتساويين على الآخر كقول أبي إسحاق الصابي .
( تشابه دمعي إذ جرى ومدامتي ... فمن مثل ما في الكأس عيني تسكب ) .
( فوالله ما أدري أبالخمر أسبلت ... جفوني أم من عبرتي كنت أشرب ) وكقول الآخر .
( رق الزجاج وراقت الخمر ... وتشابها فتشاكل الأمر ) .
( فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر ) .
ويجوز التشبيه أيضا كتشبيه غرة الفرس بالصبح وتشبيه الصبح