بغرة الفرس متى أريد ظهور منير في مظلم أكثر منه وتشبيه الشمس بالمرآة المجلوة أو الدينار الخارج من السكة كما قال .
( وكأن الشمس المنيرة دينا ... رجلته حدائد الضراب ) .
وتشبيه المرآة المجلوة أو الدينار الخارج من السكة بالشمس متى أريد استدارة متلألىء متضمن لخصوص في اللون وإن عظم التفاوت بين بياض الصبح وبياض الغرة وبين نور الشمس ونور المرآة والدينار وبين الجرمين فإنه ليس شيء من ذلك بمنظور إليه في التشبيه وعلى هذا ورد تشبيه الصبح في الظلام بعلم أبيض على ديباج أسود في قول ابن المعتز .
( والليل كالحلة السوداء لاح به ... من الصباح طراز غير مرقوم ) .
فإن تشبيه حسن مقبول وإن كان التفاوت في المقدار بين الصبح والطراز في الامتداد والانبساط شديدا وأما تقسيم التشبيه فباعتبار طرفيه أربعة أقسام الأول تشبيه المفرد بالمفرد وهو ما طرفاه مفردان أما غير مقيدين كتشبيه الخد بالورد ونحوه وعليه قوله تعالى ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) فإن قلت ما وجه الشبه في الآية قلت جعله الزمخشري حسيا فإنه قال لما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل واحد منهما على صاحبه في عناقه شبه باللباس المشتمل عليه قال الجعدي .
( إذا ما الضجيع ثنى عطفها ... تثنت فكانت عليه لباسا )