لها نوع من السرور عجيب فكانت كالنعمة التي لا يدركها المنة وكالغنيمة من حيث لا تحتسب وفي قوله حين يمتدح فائدة شريفة وهي الدلالة على اتصاف الممدوح بما لا يوجد إلا فيمن هو كامل في الكرم من معرفة حق المادح على ما احتشد له من تزيينه وقصده من تفخيم شأنه في عيون الناس بالإصغاء إليه والارتياح له والدلالة بالبشر والطلاقة على حسن موقعه عنده ومنه قوله تعالى حكاية عن مستحلي الربا ( إنما البيع مثل الربا ) فإن مقتضى الظاهر أن يقال إنما الربا مثل البيع إذ الكلام في الربا لا في البيع فخالفوا لجعلهم الربا في الحل أقوى حالا من البيع وأعرف به ومنه قوله D ( أفمن يخلق كمن لا يخلق ) فإن مقتضى الظاهر العكس لأن الخطاب للذين عبدوا الأوثان وسموها آلهة تشبيها بالله سبحانه وتعالى فقد جعلوا غير الخالق مثل الخالق فخولف في خطابهم لأنهم بالغوا في عبادتها وغلوا حتى صارت عندهم أصلا في العبادة والخالق سبحانه فرعا فجاء الإنكار على وفق ذلك قال السكاكي عندي أن المراد بمن لا يخلق الحي العالم القادر من الخلق تعريضا بإنكار تشبيه الأصنام بالله D وقوله ( أفلا تذكرون ) تنبيه توبيخ عليه ونحو قوله تعالى ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) بدل أرأيت من اتخذ هواه إلهه وقد يكون الغرض العائد إلى المشبه به بيان الاهتمام به كتشبيه