المشبه ومنها بيان مقدار حاله في القوة والضعف والزيادة والنقصان كما في قوله .
( مداد مثل خافية الغراب ... ) وعليه قول الآخر .
( فأصبحت من ليلى الغداة كقابض ... على الماء خانته فروج الأصابع ) .
أي بلغت في بوار سعيي في الوصول إليها وأن أمتع بها أقصى الغايات حتى لم أحظ منها بما قل ولا بما كثر ومنها تقرير حاله في نفس السامع كما في تشبيه من لا يحصل من سعيه على طائل بمن يرقم على الماء وعليه قوله D ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ) فإنه بين ما لم تجر به العادة بما جرت به العادة وهذه الوجوه تقتضي أن يكون وجه الشبه في المشبه به أتم وهو به أشهر ولهذا ضعف قول البحتري .
( على باب قنسرين والليل لاطخ ... جوانبه من ظلمة بمداد ) .
فإنه رب مداد فاقد اللون والليل بالسواد وشدته أحق وأحرى ولهذا قال ابن الرومي .
( حبر أبي حفص لعاب الليل ... يسيل للإخوان أي سيل ) .
فبالغ في وصف الحبر بالسواد حين شبهه بالليل فكأنه نظر إلى قول العامة في الشيء الأسود هو كالنفس ثم تركه للقافية إلى المداد ومنها تزيينه للترغيب فيه كما في تشبيه وجه أسود بمقلة الظبي ومنها