تشويهه للتنفير عنه كما في تشبيه وجه مجدور بسلحة جامدة قد نفرتها الديكة وقد أشار إلى هذين القرضين ابن الرومي في قوله .
( تقول هذا مجاج النحل تمدحه ... وإن تعب قلت ذا قيء في الزنابير ) .
ومنها استطرافه كما في تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب لإبرازه في صورة الممتنع عادة وللاستطراف وجه آخر وهو أن يكون المشبه به قادر الحضور إما مطلقا كما مر وإما عند حضور المشبه كما في قوله .
( ولازوردية تزهو بزرقتها ... بين الرياض على حمر اليواقيت ) .
( كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت ) .
فإن صورة اتصال النار بأطراف الكبريت لا يندر حضورها في الذهن ندرة صورة بحر من المسك موجه الذهب وإنما النادر حضورها عند حضور صورة البنفسج فإذا أحضر مع صحة الشبه استطرف لمشاهدة عناق بين صورتين لا تتراءى نارهما ومما يؤيد هذا ما يحكى أن جريرا قال أنشدني عدي .
( عرف الديار توهما فاعتادها ... ) .
فلما بلغ إلى قوله .
( تزجى أغن كأن إبرة روقة ... ) .
رحمته وقلت وقد وقع ما عساه يقول وهو أعرابي جلف جاف فلما قال .
( قلم أصاب من الدواة مدادها ... )