وقول أبي بكر الخوارزمي .
( أراك إذا أيسرت خيمت عندنا ... مقيما وإن أعسرت زرت لماما ) .
( فما أنت إلا البدر إن قل ضوءه ... أغب وإن زاد الضياء أقاما ) .
المعنى لطيف وإن لم تساعده العبارة على ما يجب لأن الإغباب أن يتخلل بين وقتي الحضور وقت يخلو منه فإنما يصلح لأن يراد أن القمر إذا نقص نوره لم يوال الطلوع في كل ليلة بل يظهر في بعض الليالي دون بعض وليس الأمر كذلك لأنه على نقصانه يطلع كل ليلة حتى تكون السرار وكذا ينظر إلى بعده وارتفاعه وقرب ضوئه وشعاعه في نحو ما مضى من بيتي البحتري وإلى ظهوره في كل مكان كما في قول أبي الطيب .
( كالبدر من حيث التفت وجدته ... يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا ) .
إلى غير ذلك ثم النظر في أركان التشبيه وهي أربعة طرفاه ووجهه وأداته وفي الغرض منه وفي تقسيمه بهذه الاعتبارات أما طرفاه فهما إما حسيان كما في تشبيه الخد بالورد والقد بالرمح والفيل بالجبل في المبصرات والصوت الضعيف بالهمس في المسموعات والنكهة بالعنبر في المشمومات والريق بالخمر في المذوقات والجلد الناعم بالحرير في الملموسات وإما عقليان كما في تشبيه العلم بالحياة .
وإما مختلفان .
والمعقول هو المشبه كما في تشبيه المنية بالسبع أو بالعكس كما في تشبيه العطر بخلق كريم والمراد بالحسي المدرك هو أو مادته بإحدى الحواس الخمس الظاهرة