تريد أن تقرر له أنه لا يحصل من سعيه على طائل فأدخلت يدك في الماء ثم قلت له انظر هل حصل في كفي من الماء شيء فكذلك أنت في أمرك كان لذلك ضرب من التأثير في النفس وتمكين المعنى في القلب زائد على القول المجرد ومنها الاستطراف كما سيأتي ومن فضائل التشبيه أنه يأتيك من الشيء الواحد بأشباه عدة نحو أن يعطيك من الزند بإبرائه شبه الجواد والذكي والنجح في الأمور وبإصلاده شبه البخيل والبليد والخيبة في السعي ومن القمر الكمال عن النقصان كما قال أبو تمام .
( لهفي على تلك الشواهد فيهما ... لو أمهلت حتى تصير شمائلا ) .
( لغدا سكوتهما حجى وصباهما ... حلما وتلك الأريحية نائلا ) .
( ولأعقب النجم المرذ بديمة ... ولعاد ذاك الطل جودا وابلا ) .
( إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيصير بدرا كاملا ) .
والنقصان عن الكمال كقول أبي العلاء المعري .
( وإن كنت تبغي العيش فابغ توسطا ... فعند التناهي يقصر المتطاول ) .
( توقى البدور النقص وهي أهلة ... ويدركها النقصان وهي كوامل ) .
وتتفرع من حالتي كماله ونقصه فروع لطيفة كقول ابن بابك في الأستاذ أبي علي وقد استوزره وأبا العباس الضبي فخر الدولة بعد وفاة ابن عباد .
( وأعرت شطر الملك شطر كماله ... والبدر في شطر المسافة يكمل )