وليك الذي لا يزال تنقاد إليك مودته عن غير طمع ولا جزع وإن كنت لذي الرغبة مطلبا ولذي الرهبة مهربا .
وكذا قوله الحماسي .
( رهنت يدي بالعجز عن شكر بره ... وما فوق شكري للشكور مزيد ) .
وكذا قول كعب بن سعد الغنوي .
( حليم إذا ما الحلم زين أهله ... مع الحلم في عين العدو مهيب ) .
فإنه لو اقتصر على وصفه بالحلم لأوهم أن حلمه عن عجز فلم يكن صفة مدح فقال إذا ما الحلم زيه أهله فأزال هذا الوهم وأما بقية البيت فتأكيد للازم ما يفهم من قوله إذا ما الحلم زين أهله من كونه غير حليم حين لا يكون الحلم زينا لأهله فإن من يكون حليما حين لا يحسن الحلم لأهله يكون مهيبا في عين العدو لا محالة فعلم أن بقية البيت ليست تكميلا كما زعم بعض الناس .
ومنه قول الحماسي .
( وما مات منا سيد في فراشه ... ولا طل منا حيث كان قتيل ) .
فإنه لو اقتصر على وصف قومه بشمول القتل إياهم لأوهم أن ذلك لضعفهم وقلتهم فأزال هذا الوهم بوصفهم بالانتصار من قاتلهم .
وكذا قول أبي الطيب .
( أشد من الرياح الهوج بطشا ... وأسرع في الندى منها هبوبا ) .
فإنه لو اقتصر على وصفه بشدة البطش لأوهم ذلك أنه عنف كله ولا لطف عنده فأزال هذا الوهم بوصفه بالسماحة ولم يتجاوز في ذلك كله صفة الريح التي شبهه بها وقوله إنه أسرع في الندى منها هبوبا كأنه من قول ابن عباس Bهما ( كان رسول الله